«الشّعب يكاند» ترصد تحدّي القوائم المستقلّة

برامــج وصعوبـات «الوافد القـوي» 

هيام لعيون

تدخلُ القوائمُ المستقلّة إلى تشريعيات 12 جوان بـ 837 قائمة حرّة قائمة عبر 58 ولاية عبر الوطن، مقابل 646 قائمة حزبية، هذا الكمّ الهائل من القوائم الحرّة وجد نفسه في مواجهة «الآلة» الحزبية التي لها باع طويل وتجارب عديدة في المشاركة في مثل هذه المواعيد، وبالرّغم من ذلك حشدت القوائم المستقلة كلّ إمكاناتها وقوّتها، ودخلت باب المنافسة من بابه الواسع.
ومنح القانون الانتخابي الجديد الفرصة للقوائم المستقلة جرعة من الأمل خلال الحملة الانتخابية، من خلال «الظهور»، بالرغم من الإمكانات المحدودة لها، وما شجّعها أكثر الإعانة المالية التي وعدت بها الدولة المترشّحين الأقل من 40 سنة، مقابل التّشكيلات الحزبية التي تعتمد على تمويلات داخلية لمنخرطيها من رجال أعمال وأصحاب المال، كما أنّ استعمال شبكات التواصل الاجتماعي لن يكون له أثر كبير، أمام تشكيلات حزبية تستعمل وتستند على شبكات قائمة منذ زمن وصفحات خاصة موثقة بالشارة الزرقاء من قبل إدارة الفيسبوك لتجاوز مشتركيها الملايين، وبالرّغم من ذلك ستساهم هذه القوائم ــ حسب مختصين ــ بشكل متواضع في تنويع العرض السياسي بحملها مواضيع تشكّل فتحات صغيرة ، مثل إبراز المشاكل الجوارية وغيرها.

 من بين المشاكل التي تواجه المترشّحين المستقلّين التمويل، وهو ما يبرزه هواري تغريستي، المترشّح الحرّ عن قائمة البديل لولاية البليدة.
يؤكّد تغرستي في تصرح لـ «الشّعب ويكاند»، أنّ المترشّحين لجأوا الى امكاناتهم المادية الخاصة، في انتظار وصول الدعم المالي، مبرزا أنّ كراء مقرات المداومة تمّ على حساب الإمكانيات الشخصية في انتظار الحصول على دعم الدولة، خاصة وأنّ 50 بالمائة من القائمة شباب أقل من 40 سنة.

 أيام ضائعة
من جهة أخرى، اشتكى المترشح قابلي عامر عن قائمة «التغيير» بولاية سكيكدة في حديث مع «الشّعب ويكاند» من عراقيل واجهها في البداية، بحرمانه في البداية من العطلة التلقائية للموظفين المترشحين للتّشريعيات، ولم يتحصل عليها إلا بعد استنفاذه الطرق القانونية، وعوض حصوله عليها ابتداءً من 17 ماي الجاري، حسب تعليمة الوزير الأول، تمكّن من الحصول عليها يوم 22 ماي .
وهو يستعد للصّعود إلى مدرج الطائرة قادما من عين أم الناس إلى مطار عنابة، بعد أن حلّ مشكلته وضيّع 3 أيام من عمر الحملة الانتخابية، أكّد قابلي أن تشكيلة قائمته المستقلّة تضمّ أكثر من 60 من الشباب الأقل من 40 سنة.
وعن محتوى البرنامج، أوضح محدّثنا أنّهم اعتمدوا على برنامج محلي، من خلال التركيز أكثر على العمل الجواري وهو الأهم بالنسبة لهم، بالاحتكاك بالمواطنين والوقوف على أهمّ انشغالاتهم.
العمل الجواري والفيسبوك
أمّا بوزيان ابراهيم عن قائمة التكتل المحلي للتنمية بولاية الشّلف، فقد أكّد على الشّروع خلال أيام مقبلة في عرض برنامجهم الانتخابي بطريقة تفاعلية، حيث «سنقوم في كل مرة بعرض مشكل من المشاكل التي تعاني منها ولايتنا وتصوّرنا للحل»، طبقا له.
كما أكّد المتحدث على التطرق إلى «مشاكل في قطاع الصحة، التعليم العالي، التربية، الشباب والرياضة، وفي قطاع النقل والأشغال العمومية، إلى جانب تناول مشاكل البطالة وغياب الحاضنات لمرافقة الشباب حاملي المشاريع في إنشاء مؤسّساتهم المصغّرة، ومشكل العنف بكل أنواعه المستشري في كل مكان، ودَور المساجد ودُور الثقافة في تهذيب المجتمع، وغيرها من المواضيع».
وأوضح المتحدّث أنّهم سيعتمدون كثيرا على منصّات التواصل الاجتماعي لعرض برنامجهم، وفي المداومة وفي إذاعة الشلف أيضا، كما ينتظرون دعوة من قبل القنوات الخاصة، أو المشاركة في حصص بالتلفزيون العمومي، إلى جانب الاعتماد على أعيان المنطقة، حيث يقومون بدور كبير في العملية الإنتخابية ومساعدتهم في ذلك.
أما عن أهمّ الصعوبات التي تعترضهم، فيرى قابلي، أنها جاءت بسبب أنها كانت أول تجربة لشباب غير متحزّبين يستهدفون التغيير، في وقت يؤكّد أنّهم لحدّ الساعة اعتمدوا على مداخيلهم الخاصة، لأنّ أعضاء القائمة موظفون فقط، مبرزا أنّ التحدي الأكبر بالنسبة لهم هو تحفيز المواطنين للذهاب للانتخابات.
 أوّل تجربة...
 بالعاصمة يُبرز لنا المترشّح مهدي عشّي عن القائمة الحرّة «المواطنة البنّاءة»، أنّ تشكيلة القائمة التي ينتمي إليها، تخوض أول تجربة في المجال السياسي، مؤكدا على تجربته المتواضعة في المجال بصفته موظف سابق في البلدية من خلال الاحتكاك مع المواطنين.
وعن حملتهم الانتخابية، يشير عشّي إلى مواجهة صعوبات إقناع الجزائريين للانخراط في العملية السياسية، وهذا قبل إقناعهم بالتّصويت على أيّ مترشح كان، ففي منظوره فإنّ الجزائريين منقسمون إلى 3 أنواع، إلى مهتمّ ويريد التغيير، وطبقة رافضة للانتخابات، ونوع آخر مستقل تماما عن الحياة السيّاسية، هذا النوع هو الذي يغري عشّي وتشكيلته، حيث يستهدفونه من خلال النزول إلى الشارع والحديث إليهم في حملة لإقناعهم، بالتّجوال في الأسواق والأماكن العمومية، خاصة وأنّه يرى أنّ حوالي 90 بالمائة من الجزائريين فاقدين الثقة في العملية السياسية ككل.
وحول برنامجهم الانتخابي، يقول ممثل قائمة المواطنة، إنّه «برنامج مفصّل أعدّه خيرة من الإطارات الشابة، كلّ أعدّ شقّا معيّنا في تخصّصه وجُمعت المادة على شكل برنامج متكامل».
أمّا عن الملصقات، فقد أكّد محدّثنا أنهم شرعوا في تثبيتها في أماكن مختلفة، في السيارات وفي الدكاكين، في وقت أكّد أنّ تجاوب المواطنين معهم كان متفاوتا ، فمنهم من يُلوّح لك من بعيد «الله يعاونك»، وآخر يواجهنا بعبارة «واش من كرنفال داير»، وهي آراء - يقول محدثنا - نحترمها ومهمتنا اليوم الأساسية هي إقناع الجزائريين بضرورة التوجه نحو صناديق الإقتراع وعدم ترك الساحة فارغة.
أهل الخير
  بولايات الجنوب، يقول بن منين السايح عن القائمة الحرة «البيان» بورقلة، إن الحملة الانتخابية هي عملية مادية أكثر منها معنوية، حيث أنّ الكلام عن البرامج سهل، أي أن كل إنسان يستطيع أن يضع برنامجا قويا»، مبرزا أن «مواقع «السوشل ميديا» أصبحت أكبر المواقع لنشر برامج القوائم».
وعن تمويل حملتهم الانتخابية، فقد أكد لنا المتحدث أنه «بما توفر...لسنا رجال أعمال ومال، حيث أنّ مقر المداومة لم يؤجر بل هناك من سمح لنا باستعمال مكتبه»، أما فيما يخصّ التّجاوب، يقول السايح «لقد كان متفاوتا إذا ما وضعنا بعين الاعتبار نقص الثقة بين المواطن والنائب، لذلك ركّزنا على المواقع والاحتكاك بالناس أكثر».
بينما اعتبر موساوي فتحي، أحد مترشّحي قائمة «اتحاد الشباب من أجل التغيير» عن ولاية الوادي، أنّ تمويل الحملة الإنتخابية لقائمتهم تم عن طريق دفع 5 ملايين سنتيم عن كل مترشح، وتم وضع المبلغ تحت تصرف أمين مال للتصرف فيه»، حيث تمّ تأجير مقر المداومة بمبلغ 9 ملايين سنتيم، مع احتساب تكاليف طبع الملصقات واللافتات الكبيرة».
وشدّد موساوي على أن برنامجهم الانتخابي اعتمد على جمع معلومات عن كل منطقة يمثلها أحد مترشحي القائمة، وبعد عدة اجتماعات خرجنا ببرنامج نعتبره ثريا جدا، ويلمّ بكل مشاكل الولاية، مع اقتراح الحلول اللازمة لها، معتمدين على خطاب بسيط نابع من عمق الشعب، وخالٍ من لغة الخشب والوعود الزائفة، طبقا له.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024